السبت، 30 مارس 2019

الحوسبة وعلوم البيانات ... تخصص علمي أم كلية مستقلة وأيهما أفضل لجامعة الإسكندرية - كتب سامح عبد النبي

بداية نؤكد على عراقة جامعة الإسكندرية بين جامعات مصر ، ومكانتها العالية في وسط التعليم العالي وبين المصريين ونتمنى لها مزيد من التقدم والازدهار  لأنها تستحق أن تتبوأ مكانه متميزة لما لها من تاريخ عريق بعراقة المدينة التي فيها . 


سامح عبد النبي
سامح عبد النبي
وبالعودة لموضوع هذا المقال حيث وافق مجلس جامعة الإسكندرية في جلسته المنعقدة بتاريخ 19/3/2019م على إنشاء كلية " الحوسبة وعلوم البيانات" ، ثم رفع الأمر للمجلس الأعلى للجامعات للموافقة عليه ، وهذا يذكرنا بموافقة المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء كلية للذكاء الاصطناعي بجامعتي كفر الشيخ والمنوفية في جلستيه المنعقدتين بتاريخ 16/2/2019 م و 14/3/2019م على الترتيب . وكتبنا تقرير بتاريخ 21/3/2019 م في هذا الشأن تحت مسمى " الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي ... بداية أزمة بين الأكاديميين والمختصين" وتم نشرة على بعض المدونات ووسائل التواصل ، وأشرنا في ذلك التقرير  إلى بعض مسببات تلك الأزمة سواء من الناحية القانونية أو المعايير والتصنيفات الدولية أو التجارب العملية .

واليوم نعيش نفس التجربة في سابقة لم تحدث بأي كلية أخرى وهي فتح كلية مستقلة لأحد التخصصات العلمية بكليات الحاسبات والمعلومات وهو الحوسبة العلمية تحت مسمى " كلية الحوسبة وعلوم البيانات " بجامعة الإسكندرية،  ونخشى أن تكون هذه هي "موضة العصر " .

فعلى الرغم أن جميع الكليات داخل الجامعات المصرية بها أقسام وتخصصات علمية ،ولم يحدث أن استقل قسم أو تخصص علمي بكلية مستقلة وبشروط التحاق جديدة ، وحتى وإن حدث واستقل قسم فإنه يظل مرتبط باسم الكلية الأم وبنفس شروط الالتحاق بها ويندرج تحت مظلة نفس لجنة القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات وكذلك تحت مظلة نقابة مهنية واحدة . مثل كلية هندسة البترول والتعدين بالسويس ، وكلية الهندسة الالكترونية بمنوف ..... الخ . 

والآن نطرح سؤالا هاما لماذا لم يتم فتح كلية جديدة " للحاسبات والمعلومات " بجامعة الإسكندرية تكون بمثابة كلية شاملة وجامعة لعلوم وأقسام وتخصصات مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وتضم الأقسام العلمية الجديدة "كقسم الذكاء الاصطناعي وقسم الحوسبة العلمية وقسم علوم البيانات وغيرها من التخصصات الهامة الموجودة فعليا داخل كليات الحاسبات والمعلومات بالجامعات الأخرى،ليتأتي هذا متوافقا مع المعايير والتصنيفات الدولية ومع أحكام قانون تنظيم الجامعات،

إن من المؤكد أن كلية الحاسبات والمعلومات هي كلية متخصصة في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وأن ما بداخلها من أقسام علمية تعتبر تخصصات فرعية للتخصص الرئيسي "الحاسبات والمعلومات" وبالتالي فإن الدراسة بجميع الأقسام والتخصصات متشابهة في لوائحها وفي مخرجاتها ، وهذا يتضح عند الإعلان عن أي وظيفة مرتبطة بهذا المجال فيكون من بين الشروط هو الحصول على بكالوريوس الحاسبات والمعلومات وليس بكالوريوس أحد التخصصات . 

إن عراقة جامعة الإسكندرية وما لها من مكانة عالية ، يجعلها ويؤهلها لأن تفتح كلية جديدة " للحاسبات والمعلومات " تكون كلية شاملة لتخصصات هذا المجال الهام والحيوي بدلا من تخصص واحد ، وبهذا تقدم خدمة جليلة لطلبة أبناء هذه المحافظة العريقة والمحافظات المجاورة ، فكم من هؤلاء الطلبة يسافرون المسافات البعيدة ويتغربون عن أهلهم ويتحملون مصاريف إضافية من أجل الالتحاق بكليات الحاسبات والمعلومات بجامعات أخرى . هذا بالإضافة إلى جعل جامعة الإسكندرية مركزا للبحث العلمي في مجال الحاسبات والمعلومات مما يزيد من قيمتها العلمية وانفتاحها على كافة العلوم ويجعلها في مراكز متقدمة ومتطورة بين الجامعات .

ونأمل أن يصل صوتنا هذا للمسئولين والمختصين والمهتمين بهذا الشأن ، وأن هدفنا هو خدمة وطننا وأن يكون اتخاذ القرار بعد دراسة مستفيضة ومتأنيه مبنيه على استطلاعات الرأي المجتمعي والدراسات والتجارب وفق المعايير والتصنيفات الدولية ، وأن يكون قرارا متوافقا مع صحيح الدستور والقانون . 

كتبه / سامح عبد النبي       
في 30 مارس 2019 م .


تخصص علمي أم كلية مستقلة وأيهما أفضل
جامعة الإسكندرية

الخميس، 21 مارس 2019

الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي ... بداية أزمة بين الاكاديميين والمختصين - كتب سامح عبد النبي

بداية وقبل أن نتحدث عن هذه الازمة ، فإننا نهنئ كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة على موافقة المجلس الاعلى للجامعات في جلسته المنعقدة بتاريخ 14 مارس 2019م على فتح قسم الذكاء الاصطناعي بالكلية وكذلك تعديل اسم الكلية ليصبح " كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي " 

أما فيما يخص هذه الازمة فإنه يعاد إلى أذهاننا أزمة كلية العلوم الطبية وما صاحبها من إعلان وزارة التعليم العالي بسحبها من مكتب التنسيق ، وكذلك مأساة خريجي كليات الحاسبات والمعلومات بسبب عدم وجود مسمى وظيفي محدد ومعتمد لهم .   
 
سامح عبد النبي
سامح عبد النبي

وبدأت بوادر الازمة بعد موافقة المجلس الاعلى للجامعات في جلسته رقم 685 بتاريخ 16/2/2019م  على إنشاء كلية الذكاء الإصطناعي بجامعة كفر الشيخ ، وكذلك الموافقة على إنشاء كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة المنوفية في الجلسة المنعقدة بتاريخ 14 مارس 2019م  ، ونتج عن ذلك حاله من الجدل بين الأكاديمين والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات .

ولهذا ومن منطلق دوافعنا الوطنية وحرصنا على إعلاء الدستور والقانون المصري ،وإستنادا إلى المعايير الدولية في هذا الشأن فإننا نأمل ونرجوا من أصحاب القرار والمسئوليين أن يعاد النظر في تلك الموافقات وأن يكون الذكاء الإصطناعي وكما هو متعارف عليه علميا ودوليا أنه أحد أفرع وتخصصات الحاسبات والمعلومات ، وذلك للأسباب التالية : -   

أولا : طبقا لأحكام قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972م وتعديلاته فإنه يمنع تكرار الأقسام والتخصصات العلمية ، حيث أن كليات الحاسبات والمعلومات هي كليات حديثة النشأة أنشأت بموجب القرار الجمهوري رقم 419 لسنة 1995 م ، وكانت أول كلية مستقلة ومتخصصة في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات و تضم التخصصات العلمية التالية :- 
. هندسة البرمجيات
. نظم المعلومات
. تكنولوجيا المعلومات
. الذكاء الاصطناعي
. علوم الحاسب
. الحوسبه العلمية
. دعم القرار
. أمن المعلومات والادلة الجنائية
. المعلوماتية الطبية والحيوية
.الوسائط المتعددة
. تكنولوجيا شبكات الحاسب
. الامن السيبراني

 وعهدت إليها الدولة بإعداد وتخريج متخصصين وكودار في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات ، ويحصل الخريج على درجة البكالوريوس في الحاسبات والمعلومات .

ثانيا : طبقا للتصنيف الدولي لمجالات التعليم والتدريب الصادر عام 2013 من منظمة اليونيسكو International Standard Classification of Education حيث صنفت مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات كأحد مجالات العلوم المستقلة والقائمة بذاتها ويندرج تحتها العلوم والتخصصات الفرعية المرتبطة بهذا المجال ومن ضمنها تخصص الذكاء الاصطناعي . ولهذا استحدث المجلس الاعلى للجامعات لجنة خاصة بكليات الحاسبات والمعلومات تحت مسمى " لجنة قطاع الحاسبات والمعلومات " تكون معنيه بعلوم وتخصصات الحاسبات والمعلومات وتأتي متوافقه مع التصنفيات والمعايير الدولية والتي هي المرجع لكل الدول .

ثالثا : بناء على المعطيات السابقة وكون الذكاء الاصطناعي أحد أفرع تخصصات الحاسبات والمعلومات فإنه من المؤكد ستكون لائحة الدراسة بكلية الذكاء الاصطناعي هي نفس لائحة الدراسة بكلية الحاسبات والمعلومات سواء من ناحية العلوم الأساسية ومتطلبات الجامعة أو العلوم التطبيقية ومتطبات الكلية ، كذلك أعضاء هيئة التدريس في كلية الذكاء الاصطناعي مؤكد سيكون هم نفس أعضاء هيئة التدريس بكليات الحاسبات وهم نفس أعضاء لجنة قطاع الحاسبات والمعلومات .  

رابعا: إنطلاقا من مبدأ الحرص والحفاظ على المال العام ، فإن إنشاء كليات مستقلة للذكاء الاصطناعي من شأنه أن يرهق ميزانية الدولة في ظل ظروف اقتصادية حالية صعبة ، رغم توفر البديل وهو التوسع في فتح أقسام وبرامج وتخصصات علمية خاصة بالذكاء الاصطناعي داخل كليات الحاسبات والمعلومات كما هو موجود بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعتي القاهرة وعين شمس ، حيث يمكن استخدام الامكانيات والموارد المتاحة حاليا بكليات الحاسبات وتطويرها دون الحاجة للبدء من الصفر  سواء في المباني والمدرجات والمعامل وحتى هيئة التدريس .    

خامسا : إنطلاقا من حرصنا على التمسك بالسلم المجتمعي فإننا نخشى تكرار  مشكلة خريجي كليات الحاسبات والمعلومات والتي لازالت قائمة منذ تخرجهم في عام 2000 م وحتى الان ، حيث لايوجد مسمى وظيفي معتمد لهم وأصبح الجميع يتعدى على مهنهم بسبب عدم وجود نقابة مهنيه تحميهم وفي ظل وجود اشتباك قائم بين جميع التخصصات المشابهة والمتداخلة ولم تستيطع جهات الاختصاص حل هذا الاشتباك وهذه المشكلة حتى الان . الأمر الذي يجعلنا نطرح سؤالا ما هو اسم المؤهل العلمي والمسمى الوظيفي لخريجي كليات الذكاء الاصطناعي ؟! وماذا عن خريجي نفس التخصص من كليات الحاسبات والمعلومات ؟  

سادسا : إنطلاقا من حسنا الوطني وحافظا على شباب بلدنا وعدم إهدار وقتهم وأموالهم فإننا نخشى تكرار مشكلة كليات العلوم الطبية والتي صاحبها إعلان وزارة التعليم العالي سحب هذه الكلية من مكاتب التنسيق كحلا بسبب الاشكاليات التي حدثت فيما بين جهات الاختصاص بسبب المسمى الوظيفي ولوائح الدراسة والاشتباك الحاصل بين التخصصات المشابهة في الجهات المختلفة .  

سابعا : إنشاء كلية مستقلة للذكاء الإصطناعي من شأنه وأد والقضاء على كلية الحاسبات والمعلومات من المهد ، حيث أنه وكما ذكرنا أن كليات الحاسبات هي كليات حديثة النشأة ومازالت الجامعات مستمرة في فتح كليات جديدة ببرامج جديدة وبالتالي تحتاج لمزيد من الدعم حتى تؤدي دورها على أكمل وجه والذي أنشأت من أجله ،  وبدلا من عزوف الطلاب عن الالتحاق بها بسبب وجود كلية بديلة آخرى وهي كليات الذكاء الاصطناعي وهذا كله يمثل إهدارا للمال العام والذي نسعى جميعا للحافظ عليه .    

أخيرا : ونحن إذ نؤكد على تأييدنا التام فيما تصبوا إليه الدولة من تطوير للتعليم وإدخال علوم حديثة ومتطورة في مناهج التعليم لتواكب العالم في ذلك ، إلا أننا في نفس ذات الوقت نأمل ونرجوا أن يكون تحركنا وفق آلية بحث ممنهجة وبأساليب ودراسات علمية تستند إلى اللوائح والقوانين والأنظمة والتجارب والمعايير حتى يكون إتخاذ القرار صحيحا وسليما بإذن الله تعالى . 

كتبه / سامح عبد النبي                        
في 21 مارس 2019 م 
بداية أزمة بين الاكاديميين والمختصين
الذكاء الاصطناعي

مشاركة مميزة

الذكاء الاصطناعى وتطبيقاتها فى السلم والحرب - كتب محمود محمد شعبان

الذكاء الاصطناعى وتطبيقاتها فى السلم والحرب  هذة المقالة موجهة الى كل علماء البيانات ومهندسين الذكاء الاصطناعى والتعلم الالى  ومهندسين البيا...

مشاركات شائعة